عبد السلام يحيى
abdelsalamyehia@yahoo.com
الحوار المتمدن - العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20
المحور: حقوق الانسان
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
تصدر قى الكتب والمجلات وعلى مواقع الانترنت وغيرها من وسائل الاعلام والمعرفة الكثير من المقالات والتحليلات عن موضوعين فى غاية الاهمية بالنسبة للانسانية جمعاء الا وهما موضوعى الحرية وحقوق الانسان
وقد تابعت كثير من هذه المقالات والتحليلات الصادرة عن معظم المثقفين ورجال الدين والسياسة خاصة فى العالم العربى والاسلامى والحقيقة لم اجد مع الاسف الشديد فى كل هذه المقالات والتحليلات الا الحرية والحقوق التى يمكن ان تعطيها جمعيات الرفق بالحيوان للحيوانات مع اسفى واعتذارى على هذا التعبير ولكن بتكملة المقالة سوف تعرفون لماذا استخدمت هذا التعبير
من المعروف علميا ان الانسان يشترك مع الحيوانات فى الكثير جدا من الصفات والخصائص ابتداء من التكاثر -الحركة التزاوج مرورا بالخواص السمعية والبصرية والتفكير والادراك والتعلم وكثير من الغرائز ....الخ والتى لا اتمكن من حصرها الان هنا
ولقد حاولت التعرف على الاشياء التى تميز الانسان عن الحيوان لم اجد الا شئ واحد رئيسى الا وهو الاحساس والادراك بالاخر البعيد وليس القريب الذى فى محيط سمعه وبصره اى الذى لا يراه بعينه ولا يسمعه باذنه وذلك ياشياء فرعية تميزه عن الحيوان الا وهى الكلام الذى يعبر عن الاسماء والافعال " اللغة " وبعدها تعلم الكتابة التى تحول الكلمات الى شئ مكتوب ومسجل يتم قرائته فى اى وقت فالانسان هو الكائن الوحيد الذى يكتب ويقرا الكتب ومع التطور التكنولوجى تم اختراع اشياء متقدمة من وسائل التسجيل والاستماع والكتابة من راديو وتلفاز وكمبيوتر ....الخ من كل الاشياء التكنولوجية التى ساعدت الانسان على التواصل والتفاعل مع الاخر حتى ولو على بعد الاف الاميال من موقع الحدث وهذا ما لم يتوفر للحيوانات ولا تدركه فالحيوان يتفاعل مع الحيوانات والكائنات التى فى محيط ومجال حواسه السمعية والبصرية فمثلا لو ان هناك قطيع من الفيلة فى مكان ما باحد القارات لا يدرى ما يحدث لابناء جنسه من قطعان الفيلة الاخرى فى الاماكن والقارات الاخرى لانه ببساطة لا يملك هذه الوسائل من لغة وكتابة وقرائة ووسائل الاستماع والمشاهدة التى وفرها الانسان لنفسه بمساعدة الخالق والذى سخر للانسان كل ما فى السموات وما فى الارض من اجل ان يحيا حياة كريمة فى هذه الارض
ان جميع الحيوانات بما فيها الانسان ولد فيها غريزيا حب الحياة وبالتالى حب النفس وبالتالى صفة الانانية " الانا" فالحيوانات كلها تتسابق وتتناحر للحصول على الغذاء ا للهم الا الام التى تربى صغارها حتى يكبرو وبعدها تنفصل عنهم وقد تتناحر معهم لاحقا للحصول على الغذاء --انظر عندما تضع الغذاء كالحبوب مثلا لقطيع من الدجاج --انظر كيف تتسابق الدجاجات للحصول على اكبر قدر من الغذاء دون التظر الى غيرها ولا الى الضعفاء والصغار منها حتى لو كانت ستموت جوعا
هذا ما يحدث فى عالم اليوم مليار جائع لا يجدون الطعام ويزداد العدد يوميا ولا يشعر بهم احد اللهم بعض المساعدات القليلة لذر الرماد فى العيون
ان اقل من خمس البشرية يسيطرون ويحتكرون اكثر من اربعة اخماس ثروات الارض الطبيعية وباقى الانسانية يعيشون تحت خط الفقر
هذا لتمسكنا بالانانية التى تنتج من الشعوبية والعنصرية والطائفية والقبلية وكلها نتائج لطاغوت العصر الحديث المسمى الدولة الوطنية التى تؤصل فى كل منا حب النفس والانانية فى صورة حب الوطن والعمل لمصلحته فقط ولتذهب باقى البشرية الى الجحيم
هذا الطاغوت هو الذى جعل كل المثقفين ورجال الدين والسياسة والمفكرين للاسف الشديد عندما ينادون بالحرية وبحقوق الانسان لا ينادون بها عمليا الا لشعوبهم ودولهم فقط وينادون بها نظريا فقط لباقى البشرية ذرا للرماد فى العيون والا فلتقولوا لى ماذا فعل العالم من اجل المليار جائع من البشر الان وماذا فعل العالم خاصة الاغنياء من اجل الفقراء --لاشئ بدليل ازدياد الجائعين والفقراء فى العالم وارجعوا الى الاحصائيات العالمية فى ذلك
ان الحريات الاساسية للانسان وحقوقه التى تفرقه عن الحيوان فى اعتقادى التى يجب تحقيقها مسبقا قبل المطالبة بتحقيق اى شئ اخر مما تطلبونه من حريات وحقوق الاتى :
1-- حرية الانسان عند البلوغ فى اختيار المكان الذى يريد الاقامة والعيش فيه فى اى مكان فى الارض يريده دون عائق مما يسمى الجنسية التى تعطى للطفل عند ولادته فى ارض دولة ما دون اختيار منه وتفرض عليه فرضا طول حياته
2-- حرية الانسان فى الانتقال لاى مكان فى الارض دون عائق مما يسمى تاشيرات الدخول والخروج التى تحول الانسان الى عبد او حيوان يباع ويشترى وهذا العائق هو الذى ادى الى احنكار شعوب معينة لثروات الارض الطبيعية والتى من المفترض عقلا ومنطقا ودينا للبشر جميعا بالتساوى بتحقيق البند الثالث الاتى
3-- حرية الانسان فى العمل والاقامة فى اى مكان فى الارض دون عوائق مما يسمى الاقامات والكفيل والكروت الصفراء والخضراء...الخ من هذه العوائق التى لا تحقق مبدا انسانى عظيم وهو تكافؤ الفرص للجميع فى العمل والاستفادة من ثروات الارض الطبيعية
هذه هى اهم الحريات التى ان لم تتحقق نكون كقطعان الحيوانات التى تقيم فى حظائر لها مسورة باسوار شائكة وغيرها " الحدود الجغرافية" هذه الحظيرة هى التى نسميها الان الدولة الوطنية --هذه الحظائر مملوكة للحكام والملوك فى دولنا الشرق اوسطية والشرق بصفة عامة ومملوكة للصفوة من الراسمالية المتوحشة فى الغرب
ليس هناك معنى لان نتكلم عن حرية التعبير والاعتقاد والعبادة والتفكير ...الخ من هذه الحريات دون تحقيق الحريات السابقة التى تخرج الانسان من الحيوانية الى الانسانية اولا وقبل كل شئ
4-- حرية انتقال الثروات والسلع بين اقاليم العالم دون عوائق مما يسمى الجمارك وهذا مرتبط بتحقيق الحريات السابقة وليس منفصلا عنها
كل ذلك طبعا فى اطار من المساواة التامة بين البشر جميعا وليس بين افراد شعب معين او مجموعة بشرية منفصلة عن الاخرى كما نطالب الان بل المساواة بين البشر جميعا فى الحقوق والواجبات فليس هناك معنى للمساواة ودخل الفرد فى مكان ما نتيجة احتكار الثروات الطبيعية يصل الى اكثر من 35000 دولار فى السنة فى حين يصل الى اقل من 300 دولار فى السنة فى اماكن اخرى كثيرة من العالم
و بعد الحرية والمساواة يأتى العدل التام بين البشر جميعا ايضا وليس الكيل بمكيالين كما يقولون بل و الكيل بالاف المكاييل كما يحدث الان فى العالم
سوف يقول من يقرأ هذا المقال هذه مثالية غير قابلة للتطبيق اقول لهم وهل مطلوب منا غير المثالية التى تفرقنا عن الحيوانات والا اصبحنا دائما نتكلم عن حقوق حيوانات لا حقوق انسان والشئ الاهم اليست هذه الحقوق مطبقة تطبيقا حرفيا داخل الدولة الوطنية وخاصة الكبيرة منها كالولايات المتحدة الامريكية المكونة من اكثر من خمسون دولة " ولاية حاليا" وكذلك روسيا الاتحادية وسابقا الاتحاد السوفيتى والصين والهند التى يتحدث شعبها اكثر من 500 لغة واخيرا الاتحاد الاوروبى
وسيسأل اخر عن الاليات ؟ اقول ان الاليات كثيرة ومتعددة فيمكن الاقتداء بالاتحاد الاوروبى اوامريكا فى الاليات والتكنواوجيا الحديثة ستساعد فى تحقيق ذلك وتحقيق الامن من ارهابيوا العصر الحديث
هذه التكنولوجيا التى يجب ان تكون عامل موحد محرر للبشرية من العبودية والفقر والجوع لا عامل لانتشار هذه الكوارث بالتضييق على الناس وحبسهم فى السجون الكبيرة المسماة الدولة الوطنية والتى هى فى اعتقادى السبب الرئيسى للحروب وما ينتج عنها من كوارث
تخيلوا معى لو وفرنا ما ينتجه العالم من اسلحة عادية واسلحة دمار شامل من اجل الحفاظ على هذا الصنم المسمى الدولة الوطنية -- لو وفرنا هذا الكم الهائل من الاموال التى تصرف على هذه الاسلحة لتنمية البشرية .... هل سيكون فقراء فى العالم وهل سيكون هناك جوعى اعتقد لا والف لا
ولنضرب مثالا بسيطا لو علمنا علم اليقين ان هناك الف او اكثر من المعتقلين ظلما فى معتقل ما هل من المنطقى ان نتركهم معتقلين ونطالب فقط بحرية التعبير والاعتقاد والعبادة والمعاملة الحسنة داخل السجن او المعتقل ونتركهم الى ان بنتهى عمرهم داخل المعتقل .. اعتقد انه ليس من المنطقى مطلقا ان نسلم باستمرار اعتقالهم ظلما ونطالب لهم بالحقوق المذكورة ونقول لهم هذه هى حقوقكم الانسانية وعليكم الاستمرار فى المعتقل الى نهاية حياتكم
المنطقى والمعقول هو المطالبة وقبل كل شئ باطلاق سراحهم وحريتهم قبل كل شئ وهذا ما يجب المطالبة به بتحريرنا من معتقلاتنا الوطنية قبل كل شئ حتى تعود لنا انسانيتنا وبعدها طالبوا بباقى الحريات والحقوق الانسانية
الأحد، 20 ديسمبر 2009
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)