الأربعاء، 5 أغسطس 2009

الاحتلال"1"

الاحتلال وما أدراك ما الاحتلال هذا المصطلح وهذه الكلمة التى كثر استعمالها مرافقا لقيام ونشأة طاغوت العصر الحديث الدولة الوطنية
الاحتلال في اللغة : الاستيلاء على المكان قهرا . احتل : أتاح لنفسه التمتع بممتلكات الغير... والتحلل: المروق والاستخفاف بالمقدسات في غير مبالاة.
أما الاحتلال في قاموس المصطلحات السياسية فمعناه :" استيلاء قوات دولة ما على أرض دولة أخرى و فرض سيطرتها عليها وإمضاء قوانينها على مواطني تلك الدولة ، وفي هذه الحالة تعتبر قوات مغتصبة ومعتدية لقوانين الشرعية الدولية والمجتمع الدولي"
هذا هو تعريف الاحتلال لاحد الكتاب العراقيين وهو نفس التعريف لأغلب المثقفين والكتاب وما يسمى رجال الدين
أرجوا من القارئ الكريم ان يمعن النظر فى الفقرة الاخيرة وهى أن الاحتلال مخالف لقوانين الشرعية الدولية والمجتمع الدولى ولم يستطع القول انها مخالفة للشرعية الالهية لان الشرع الالهى فرض على الناس التخل لرفع الظلم وتحرير الناس وهذا ما حدث فى غزوات الرسول والفتوحات السلامية فى عصر الخلافة الراشدة فضلا عن انه ليس فى شرع الله ما يسمى الدولة الوطنية اصلا –
فالارض أساسا ملك لله تعالى واباح لنا التملك فيها بالبيع والشراء نتيجة لعمل الفرد وسعيه فى الارض مساويا فى ذلك بين الناس جميعا فى انحاء ارض الله "ملكه" وكذلك بالميراث –هذا بالنسبة للملكية الخاصة سواء شخصية او اعتبارية –
اما بالنسبة للملكية العامة فهى للناس جميعا فيها سواء وليس لاحد او مجموعة من البشر احتكارها والادعاء بامتلاكها دون الاخرين من الناس فى هذا العالم

ثم يستطرد الكاتب العراقى يقول :
لفظ "الاستعمار" أكثر شمولا من الاحتلال حيث يعرف بأنه : توطين قوات أجنبيةومواطنين أجانب لدولة ما ،وحكمها بقوانينها والمكوث فيها لأجل غير مسمى، واستغلالها اقتصاديا وعسكريا وثقافيا ".
فإذا ما قارنا هذا المعنى بلفظ "الغزو" فإن الأمر يفترق ، ( غزا العدو غزوا : سار إلى قتالهم وإخضاعهم في ديارهم .. وفي المعني السياسي للغزو: أنه هجوم قوة دولة ما على دولة أخرى بقصد إخضاعهم لنظامها وحكمها )
يفترق الغزو عن الاحتلال والاستعمار بأنه لا يرتبط بطول مدة البقاء أو بديمومة التواجد ، ويمكن أن ينتهي الأمر باتفاقية أو هدنة يتم بعدها انسحاب هذه القوات ، وفي المعني الإسلامي للغزوات أنها قامت على أساس معين مؤداه ضمان وصول دعوة التوحيد إلى أهل المكان الذي تم غزوه وتحرير إرادتهم في الاختيار بين الإسلام وغيره من المعتقدات دونما قهر أو إجبار
---
هذا يؤكد ما ذكرته من ان الكاتب لم يستطع ان يقول ان الاحتلال مخالف للشريعة الالهية حيث حاول ان يخرج الغزوات والفتوحات الاسلامية من وصفها بالاحتلال " وهى فى اعتقادى الشحصى لم تكن اجتلالا ولكن بمنطق غير منطق الكاتب "
فاذا كان الكاتب يقول " يفترق الغزو عن الاحتلال والاستعمار بأنه لا يرتبط بطول مدة البقاء أو بديمومة التواجد " فالسؤال اذن لماذا يطلق على غزو امريكا للعراق بأنه احتلال رغم انه يعلم ويعلم الجميع بان هناك اتفاقيات بين امريكا والحكومة العراقية بتحديد مدة التواجد العسكرى بها –اذن ليس هناك ديمومة تواجد – فلماذا يطلق عليه احتلال اليس هذا انفصام فى شخصية مثقفينا وشيوخنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق