الحيوان هو كائن حي هدفه غرس فيه الله عز وجل مجموعة من العرائز هدفها هي حفظ نوع الفرد وحفظ نوع الجماعة. وبالتالي فإن الحيوان يعيش لكي لا يموت !! وكل حياته متمحورة حول هذا الهدف .
الإنسان في نظري ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
1-قسم كالحيوان تماماً في كل شئ فهو يعيش لكي لا يموت ويسير وراء غرائزه دون أدنى مقاومة لها وهذا القسم نعته القرءان الكريم بأنه كالأنعام
2-قسم له رؤية (هدف نهائي من وراء الحياة كلها) في الحياة ولكن هذه الرؤية وضعها هو لنفسه بناءاً على نظرة جزئية لنفسه وللكون من حوله. وهذا القسم يخطئ دائماً في وضع تلك الرؤية لأن علمه محدود بحدود مكانه وزمانه وحواسه وذكائه. وبناءاً على عدم قدرته على تحديد رؤيته بنفسه فهو يهوي بنفسه في دركة أقل من الأنعام, فهو أضل منهم حيث أنه يذهب لهدف خاطئ سول الشيطان وهواه أنه صحيح
قال الله تعالى في سورة الفرقان آية 44
أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا
صدق الله العظيم
وقال تعالى في سورة الكهف من آية 103 إلى 104
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
صدق الله العظيم
3-قسم له رؤية وضعها له من لديه العلم الكلي المحيط بكل شئ, وضعها الله خالقه وخالق الكون من حوله بمكانه وزمانه, الله عز وجل, وهذا القسم رؤيته تنطبق مع رؤية الله له في الحياة بحيث تكون حياته متمحورة حول الفوز بالجنة والنجاة من النار.
قال تعالى في سورة الأنعام آية 162
قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
صدق الله العظيم
هذا القسم لا يكون حبيساً لمكانه وزمانه بل هو أذكى من ذلك, إنه استعان بعلم الله الواسع ليخطط لحياة أبدية ملؤها السعادة في رضا الله عز وجل
قال تعالى في سورة هود آية 108
وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ
صدق الله العظيم
هذه الحياة الأبدية السعيدة تكون في جنة عرضها كعرض السماء والأرض
قال تعالى في سورة آل عمران آية 133
وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
صدق الله العظيم
أعد الله هذه الجنة لمن حبس هواه (الرغبة في سرور زائف زائل) لزمن ضئيل ضآلة الصفر ليفوز بحياة سعيدة ممتدة امتداد اللانهاية
قال تعالى في سورة النازعات من آية 40 إلى آية 41
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى
صدق الله العظيم
ونهي النفس عن الهوى هو العقل المُوجه حسب رغبة الله من عباده وهو الصفة التى لاتوجد في الحيوان ولا في من وظف ذكاءه في معصية الله فأصبح كالأنعام بل أضل منها لأنه وظف ذكاءه في الاتجاه لرؤيةً خاطئة
وهذا القسم الأخير هو الإنسان المسلم
الاستنتاج
الإنسان المسلم هو كائن حي عاقل له رؤية سليمة وضعها الله تعالى له وهو (أي المسلم) يعمل بإرادته الحرة التي وهبها الله إياها على أن يحقق هذه الرؤية
والله أعلم
"Pasted from
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق