والأمر الذي يعني إلغاء الحدود والفواصل الراهنة القائمة بين الأفراد و المجتمعات والثقافات والدول وزامن ذلك زيادة الوعي بتكوين مجتمع أو عالم بلا حدود .
ثالثاً " مالكون و أنزز" في كتابه ( العولمة ) عرّفها بأنها: كل المستجدات والتطورات التي تسعى بقصد أو من دون قصد إلى دمج سكان العالم في مجتمع عالمي واحد .
ويقول آخرون : إن العولمة قديمة وموجودة ، فمثلاً : الديانات مثل الإسلام لها نظرة شاملة بلا حدود بين الشعوب والقبائل وهذا من أهم مضامين العولمة
بداية القرن الخامس متزامنة مع التوسع الكنسي وبروز مجموعة من النظريات التي تتحدث عن وحدة العالم البشرية .
Pasted from
ونهاية السيادة والدولة وبروز الحكومة العالمية ممكنة أكثر من أي وقت آخر في ظل العولمة ولكنه لن يحدث بصيغة قريبة، والعولمة السياسية لا تعني بالضرورة القضاء على الدولة إنما تعني دخول البشرية إلى مرحلة سياسية جديدة يتم خلالها الانتقال الحر للقرارات والتشريعات والسياسات والقناعات والخيارات عبر المجتمعات والقارات وبأقل قدر من القيود و الضوابط متجاوزة بذلك الدول والحدود الجغرافية .
والعولمة السياسية تتضمن حدوث زيادة غير مسبوقة في الروابط السياسية بين دول العالم مثل : الثقافية والاقتصادية .
ومن المؤشرات :
1 - إن القرارات التي تتخذ في عاصمة من العواصم العالمية سرعان ما تنتشر انتشارًا سريعًا إلى كل العواصم و الاهتمامات بها مترابطة ومتبادلة بكل الدول والعواصم .
2 – المؤسسات المالية والتجارية والاقتصادية العالمية وفي مقدمتها منظمة التجارة العالمية التي تأسست عام 1996 م لتشرف إشرافاً كاملاً على النشاط التجاري العالمي .
3 – الشركات العابرة للقارات والتي تسمى متعددة أو متعدية الجنسيات .
4 – بروز المنظمات الأهلية غير الحكومية على الساحة السياسية العالمية في الآونة الأخيرة كقوة فاعلة ومؤثرة كمؤتمر قمة الأرض، ومؤتمر قمة المرأة في بكين، ومؤتمر السكان في القاهرة ، وحقوق الإنسان في فيينا وغيرها كثير . ويقول المؤلف : أن الهدف العام الذي تسعى المنظمات غير الحكومية إلى تحقيقه هو خلق المجتمع المدني العالمي الذي يراقب نشاطات وسياسات الدول في مجالات حقوق الإنسان والبيئة والقضايا الاجتماعية والإنسانية .
5 – بروز مشاكل وقضايا عالمية جديدة تتطلب استجابات دولية وجماعية وليست استجابات فردية مثل : التلوث البيئي ، والمشاكل البيئية كالنفايات النووية والسامة وغيرها كثير .
6 – الاهتمام الكبير المتزايد بقضية حقوق الإنسان من قبل كثير من الشعوب بسبب عمليات القمع للحريات والاضطهاد والظلم التي يتعرضون لها .
* التعامل مع العولمة :
إن العولمة هي لحظة تاريخية فاصلة وشبيهة في بداياتها وتداعياتها النهائية بحركة الحداثة التي برزت قبل حوالي ثلثمائة 300 سنة وانتشرت في أوروبا.
وانكماش العالم أصبح ممكناً بسبب الثورة العلمية والتكنولوجية الراهنة وقد سبق أن العولمة في بعدها الاقتصادي أسرع وأكثر وجوداً من العولمات الأخرى ، العولمة ، لها اتجاهات إيجابية والتي منها الآفاق المعرفية المرتبطة في الثورة العلمية والمعلوماتية والتدفق الحر للسلع والخدمات عبر الاتصالات المفتوحة والتي يمكن الاستفادة منها، وكذلك الاهتمام الكبير في القضايا البيئية وحقوق الإنسان وقضايا الانفجار السكاني وتزايد الفقر في العالم وإيجاد الحلول للاختلالات الاجتماعية وانتهاء صراع الشرق والغرب واختفاء التوتر النووي بين الدول العظمى.
فإذا كانت العولمة هي تجسيد لمثل هذه الإيجابيات فإنها ستجد الترحيب من قبل الدول والجماعات أما بالنسبة للاحتمالات المقلقة مثل : المزيد من التطورات في الهندسة الوراثية، وهندسة الجينات، وتوظيف ذلك توظيفاً تجارياً وعنصرياً وعسكريا فإنه يستفز القيم الإنسانية العميقة .
وكذلك توظيف الشركات الاحتكارية لقدراتها المالية والتنظيمية من أجل استغلال ثروات الشعوب وكذلك تكون مقلقة إذا كانت تتضمّن هيمنةً ثقافية واحدة وإذا كانت تتضمن احتمال صدام الحضارات، وصدام المناطق الحضارية ودخولها في حروب دامية عنيفة .
أو كانت تعني الأمركة للعالم واستفراد الولايات المتحدة بالشأن العالمي . باختصار العولمة تتضمن الكثير من الفرص والمخاطر المتداخلة وهذا التداخل أدى إلى تفاوت المشاعر والأحاسيس والمواقف تجاه العولمة على ثلاثة مواقف:
1- موافق
2- مناهض
3- المزيج ويسمى "الانغماش" الذي يميل إلى قليل من الانكماش والقليل من الانغماس.
وهذه المواقف الثلاثة ستظل قائمة وستتكرر، ومن حق الجميع أن يتبنى كل واحد ما تؤدي إليه قناعته الخاصة به دون أن ينفي قناعة الآخر.
والمطلوب هو تعايش هذه المواقف وتحاورها مع بعضها البعض حواراً سلمياً وحضارياً ضمن مناخ حر تعددي ديمقراطي.
Pasted from www.islamtoday.net/nawafeth/artshow-53-89.htm>
ذلك ان العقل يدرك في كينونته ان العالم هذا قائم على العدل والتوازن وليس من خصائصه الظلم والفوضى، فإذا كان هناك فوضى فإنها من حصاد الظلم البشري بحق البشر.فإذن لابد من تحقق العدل والا فان العدالة الإلهية تصبح لغوا وعبثا. ولذلك كانت بعثة الأنبياء وتواتر الرسل وقيام المصلحين من إيجاد مجتمع إنساني واحد يعبد الله عز وجل ويحقق عدالته. وهذا هو هدف الأديان جميعا،
فالإسلام دين عالمي يحمل مقومات بناء المجتمع العالمي، يخاطب الله تعالى رسوله : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) .. (وما أرسلناك الا كافة للناس). ولكن هذا الدين الذي أنقذ العالم من فوضى الجاهلية وظلماتها سوف يعود يوما بإذن الله لإنقاذ العالم وقيادة المستضعفين نحو الخلاص كما بشر بذلك القرآن الكريم: (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)
وتتكامل الدولة العالمية بإلغاء الحدود الجغرافية وترفع الحواجز المصطنعة ويصل البشر الى مبتغاهم في حرية العمل والحركة والحياة، يقول فكتور باش: حق كل إنسان بوصفه إنسان في امتلاك حقوق، وهو الذي يخول لكل مواطن دولة ان يدخل أراضي دولة أخرى، وهذا الحق في التجول بحرية على الارض وفي عقد اتفاقيات قانونية مع سائر الناس يقوم حق المواطن العالمي
Pasted from www.annabaa.org/nba39-40/imammehdi.htm>
يستنتج الإمام المؤلف من قوله تعالى في سورة الحجرات: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [الحجرات/13]؛ أن الإنسان بفطرته مجبول على حب العولمة والسعي إلى التعولم. وهو بهذا الاستنتاج يريد أن يبين أن العولمة ليست بالأمر المستحدث، وإنما هي فطرية مع خلق الإنسان.
Pasted from www.aldefaa3.com/html/search/aalem.htm>
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق